عند بركة وحل راكدة وقطع خردة بارزة تستقر خيم باردة لعائلات تاورغية داخل مخيم طريق المطار جنوب العاصمة طرابلس. هنا، ما يقارب سنوات مرت منذ إخلاء بلدة تاورغاء عند الشمال الغربي لليبيا ذات الغالبية السمراء، والتي تقع على مقربة من مدينة مصراتة التي جمعتهما علاقة مضطربة منذ اندلاع الثورة. اليوم، تعيش أكثر من 370 عائلة في هذا المخيم الذي يمثل...
عند بركة وحل راكدة وقطع خردة بارزة تستقر خيم باردة لعائلات تاورغية داخل مخيم طريق المطار جنوب العاصمة طرابلس.
هنا، ما يقارب سنوات مرت منذ إخلاء بلدة تاورغاء عند الشمال الغربي لليبيا ذات الغالبية السمراء، والتي تقع على مقربة من مدينة مصراتة التي جمعتهما علاقة مضطربة منذ اندلاع الثورة.
اليوم، تعيش أكثر من 370 عائلة في هذا المخيم الذي يمثل أكبر مخيمات غربي طرابلس، حيث يوجد أكثر من 12 ألف تاورغي موزعون على مخيمات أخرى في الغرب الليبي، وأكثر من 16 ألف شخص يقطنون في مناطق الشرق. بينما لا توجد أرقام دقيقة للعائلات التي تمكنت من الولوج والعودة لأطراف مدينة تاورغاء والاستقرار فيها.
فلاش باك!
تربط مدينتي مصراتة وتاورغاء صلات مُجاورة ومُصاهرة على مر عقود طويلة. ورغم تفاوت القوى القبلية والعشائرية للمدينتين كون مدينة مصراتة اشتهرت كقوة صناعية في ليبيا، ولها أولوية في صنع القرار في البلاد، إلّا أن التاورغيين كانوا على مقربة كبيرة في التعاون التجاري والمعرفي مع مصراتة.
في نفس الوقت، لا يمكن إغفال حالة العنصرية والنظرة الدونية للتاورغيين كونهم (سود البشرة) وتلاحقهم وصوم الاستعباد والزنجية والتاريخ القاسي بشكل دائم. وهذا ما سمح بزيادة الهوّة الاجتماعية بين المدينتين، والمساهمة بزيادة تهميش أهالي تاورغاء، فضلاً عن الحيلولة دون وصولهم إلى مناصب صنع القرار قبل ثورة فبراير.
بعد الثورة، انخرط بعض أفراد من المجتمع التاورغي ضمن كتائب القذافي المستهدفة لمدينة مصراتة المنتفضة في بداية أحداث عام 2011م. لم تتورع تلك الكتائب عن دخول المدينة وارتكاب جرائم إنسانية بحق سكانها. حيث اتُهم عدد كبير من ”متطوعي تاورغاء“ آنذاك بالمساهمة في جرائم شرف واغتصاب ضد عشرات النساء من المدينة، الأمر الذي وضع علاقة المدينتين ببعضهما البعض على المحك.
وبسبب الحرب التي نشبت بين الطرفين وقتها، اضطرت بعض الأسَرْ إلى المغادرة نحو مناطق أقل نزاعاً، في حين عانى البعض الآخر تهجيراً قسريّاً من قبل كتائب مسلحة تابعة لمدينة مصراتة، التي رأت بأن تاورغاء مدينة معادِيَة ومساهِمَة في جرائم حرب ضد المدن المحسوبة على انتفاضة 17 فبراير.
تباعاً بدأت رحلة النزوح القاسية لأهالي تاورغاء من مدن كبرى كطرابلس وبنغازي وسبها، صوب بلدات وقرى نائية محيطة.
”وفقاً للمفوضية السامية لشؤون اللاجئين، قُدّر عدد النازحين الكلي لأهالي تاورغاء بنحو 40 ألف شخص أي8500 رب أسرة، توزعوا بشكل نظامي على أربعة مخيمات كبرى في طرابلس (مخيم طريق المطار، مخيم الفلاح ١ و٢، مخيم سيدي السائح ومخيم جنزور). حيث يعد مخيم طريق المطار أكبرهم، والذي تعرض للعديد من الهجمات من قبل جهات مسلحة. أما في المنطقة الشرقية توزع المجتمع التاورغي داخل مخيمين كبيرين (مخيم المدينة الرياضية ومخيم الإسعاف والاستجابة السريعة التابع للهلال الاحمر)، وآخر يبعد حوالي 20 كيلومتراً عن مدينة بنغازي (مخيم الحليس)، بينما توجد أكثر من 470 عائلة داخل أكثر من 60 مدرسة ومبنى شاغراً“.
كما تتواجد العديد من المخيمات الصغرى المتغيرة وفقاً لطبيعة التغيرات السياسية على الأرض. فحالة النزوح التي يعيشها التاورغيون هي حالة نزوح متغيرة حسب مناطق الاستقرار أو نشوب النزاع من جديد، وإعادة الهجمات من جهات غير محددة، مما يضطر النازحين إلى تغيير أماكن نزوحهم مرات عديدة بسبب نقص الخدمات أو انعدام فرص العمل والمعيشة.
ورغم تعرض العديد من المدن للنزوح لأسباب سياسية، إلا أنها كانت بصورة (مؤقتة) كنازخي المشاشية وككلة وورشفانة وأوباري. إلا أن أوضاعهم تم تسويتها عن طريق وساطات محلية وقبلية ودولية ساهمت في إعادة الاستقرار ورجوعهم إلى مدنهم. أما تاورغاء ورغم توقيع اتفاقية المصالحة سنة 2018م، والتي كانت بادرة لم شمل العائلات المشردة والعودة لمدينتهم، إلا أن هذا الاتفاق واجهته العديد من المصاعب والتحديات، كضمان تحقيق العدالة لكلا الطرفين وتطبيق آليات القانون العادل على المجرمين.
اليوم، حاولت بعض العائلات الوصول إلى أطراف المدينة وبعض أحيائها والسكن فيها رغم انعدام الخدمات والبنية التحتية، إلى جانب الدمار الكبير الذي شهدته المدينة، والذي منع السكان من مواصلة الحياة فيها، كونهم أصبحوا عاجزين تماماً عن إصلاح ذلك الدمار والخراب الذي حل بمساكنهم.
ستُ سنوات من الظلام!
ضمن جدران زنزانة مساحتها لا تتجاوز (2*2 متر)، يقضي ثمانية أشخاص يومهم داخلها في ظلام دامس، حيث تختلط روائح الدم والبول وأنفاس البشر ممن سبقوهم وممن سيلحقونهم فيما بعد. سجن (امتنع صاحب القصة) عن ذكر اسمه خيفة ملاحقته وتهديده مرة أخرى، بعد احتجازه فيه ظُلماً لمدة ست سنوات متتالية.
التقينا بيوسف خير، 42 سنة بمخيم الرياضية ببنغازي. رجل تاورغي بالكاد يقف على ساقيه النحيلتين مستنداً إلى عكازٍ، وذلك بعد نجاته من الموت المُحتّم داخل زنزانة السجن. يروي يوسف عن خسارته لسنوات عمره داخل السجن ظلماً ومعاناته التعذيب القاسي
الذي خلّف أثاراً بارزة على كامل جسده، وآثاراً أخرى على صحته النفسية. فإلى يومنا هذا يعاني يوسف من ألم (الدبابيس الحديدية) التي غُرست في جسمه طيلة فترة الاحتجاز، والتي أفقدته القدرة على الإحساس بقدمه اليسرى بعدما عُلّق لمدة أربعة أيام متواصلة على نافذة جُردّ فيها من كامل ملابسه دون مأكل أو مشرب.
بصوت متحسر يقول: "لكوني تاورغي أسود البشرة، تم اتهامي بجريمة الاغتصاب دون تحقيق أو إبراز أي أدلة. فلم أخضع لأي محاكمة واحدة طيلة ست سنوات احتُجزت فيها، حيث كان التعذيب ليلاً ونهاراً بلا انقطاع، ويطال الأفراد والجماعات على حدّ سواء. لم نتمكن من نيل استراحة ولو لليلة واحدة من التعذيب. حتى الطعام كان مجرد لُقيمات بسيطة لا تكفي حتى الأطفال"
قساوة التعذيب والضرب والحرق أفقد يوسف عضوه الذكري أيضاً. ففوق معاناته الجسدية والنفسية التي يحملها معه بعد الإفراج عنه، قررت زوجته الانفصال والتخلي عنه رغم حاجته الماسة إليها.
اليوم، ما يزال يوسف يعيش داخل المخيم دون مصدر رزق واضح ومستدام. فوضعه الصحي وبنيته الجسمانية لا تسمح له بالعمل أو حتى الحركة. حتى إن المنظمات والجهات الحكومية التي قصدها من أجل إعانته على العلاج داخل او خارج ليبيا لم تقدم له أي مساعدة تذكر.
”لا جسم يقدر يدير حاجة، ولا زوجة تساندني في الوعكة هادي، الله غالب“.
وفي وسط كل هذه الأجواء الملبدة بالمتاعب والقسوة، لم تكن المعاناة مقتصرة على الرجال فحسب، بل حتى النساء حملن معهن عبئاً اقتصاديّاً واجتماعيّاً ونفسيّاً مضاعفاً. فحالة النزوح سببت تحمل العديد من النساء مسؤولية أكبر لتأمين لقمة العيش لأسرهن وأطفالهن.
"النساء كانوا قويات في تحدي الوضع اللي مرينا به"
بين العنصرية والتمييز ومرارة العيش التي ذاقتهم آمال بركة (46 سنة) خلال رحلة نزوحها، بالسير على الأقدام لمسافة 70 كيلومتراً بدءاً من تاورغاء وحتى منطقة الهيشة، وصولاً إلى المخيم في طرابلس، ساءت حالتها النفسية لدرجة جعلتها غير قادرة على الخروج من المخيم لمدة 3 أشهر متتالية. لم تكسرها سوى الحاجة إلى العمل وكسب لقمة العيش من أجل الاستمرار بشقّ الأنفس وسط حياة قاسية.
هنا تفسر كم كان العبء كبيراً على النساء اللواتي ألقيت على عاتقهن مسؤوليات صعبة خلال رحلة التهجير، حيث اضطررن إلى الخروج بقصد العمل وإعانة أسرهن "فخروج الرجل كان غير متاح في ذاك الوقت، لأن أي رجل من تاورغاء كان يقبض عليه مباشرة في حال رؤيته“. لذا كانت المرأة هي التي تخرج وتقضي حوائج العائلة. وبالرغم من أنها لم تسلم من التحديات والإهانات والابتزاز إلا أن "المرأة التاورغية كانت قوية تتحمل الصعاب الجسام في سبيل تأمين لقمة العيش لها ولأسرتها".
خرجت آمال بعدها للعمل خارج المخيم ضمن عيادة خاصة لمدة 4 أشهر، قررت بعدها أن تكرس جلّ وقتها لخدمة قضية أهالي تاورغاء، حتى تمكنت من بدء عمل تجاري صغير توفر إيراداته إمكانية إعانة الأسر التاورغية ودعم المؤسسة التي تديرها في أنشطتها لإحلال السلام بين المدينتين.
حيث تقول: "دور النساء لم يتوقف عند هذا الحد خلال النزوح فقط، بل امتد إلى إدارة الأزمة مع مصراتة أيضاً، حتى إن هناك بعض المؤسسات المحلية بالشراكة مع بعض منظمات أخرى معنية بحقوق الإنسان، تحرص على إطلاق فاعليات وأنشطة تنخرط فيها نساء مصراتة وتاورغاء من أجل الدعوة إلى التعايش السلمي ونبذ العنف والكراهية وإحلال السلام بين المدينتين.
المخيمات: بيئة المتحرشين الخصبة!
هشاشة الوضع المعيشي داخل المخيم يفسح الطريق نحو التحرش والمضايقات التي تستهدف النساء أينما وجدن. فالمرافق المشتركة كالحمامات ومرافق الشرب والنقل وتوفير الاحتياجات اليومية تجعل النساء في موضع احتكاك يومي مع الرجال، وهذا لا يضمن لهن بيئة آمنة – على الأقل - ولو جزئياً لأجسادهن وصحتهن النفسية.
هنا- السيد عماد ارقيعة - مؤسس منظمة شباب من أجل تاورغاء يتحدث عن تجارب النساء وحياة المخيم التي استطاع أن يلاحظ فيها كمّ الانتهاكات التي تتعرض لها تلك النسوة، دون إدراكهن لحقهن المشروع في التبليغ أو تقديم شكاوي ضد القائمين بمثل تلك
التصرفات غير المشروعة. حيث يقول:
"النساء في محل ضعف في هكذا مواقف. فما بالك لو كانت تلك النساء نازحات أي أن وضعهن الحساس لا يسمح لهن بإحداث القلاقل أو الجلبة، فهذا للأسف يمنح أولئك المجرمين رخصة بالتمادي في فعل هكذا تصرفات غير مقبولة".
يواصل: "يمكن تخيل المخيم كمكان عمومي أو مقر قديم للشركات، له ممر مشترك للعائلات الكبرى ومنطقة صغيرة مخصصة للعائلات الصغرى أو العرسان. وهي منطقة مفتوحة وغير آمنة. حتى إن الجهة المسلحة التي كانت تسيطر على المنطقة ساهمت في تفاقم مشاكل لا حل لها. بل في كثير من الأحيان تحدث اشتباكات مسلحة أمام المخيم ولا يمكن لأحد أن يتفوه بكلمة".
كل هذه العوامل جعلت من المخيمات بيئة ملائمة للمتحرش. فالمتحرش يرى بأن النساء على قدر كبير من الحشمة والارتباك وعدم الثقة في أنفسهن. وبالتالي، فهو يستغل كل ذلك في الوصول إلى مبتغاه. فاليوم، العديد من العائلات غادرت (بيئة المخيم) الصعبة والقاسية باتجاه مناطق ومدن أخرى أكثر صعوبة وقسوة، بقصد تجنب مشاكل مُخلّة بالشرف وجالبة للعار.
عودة ناقصة!
بالرغم من أن العودة كانت قدَرَ أهالي تاورغاء منذ اللحظة الأولى للتهجير، إلا أن طريق العودة لم يكن مفروشاً بالأزهار؛ حيث تعرضوا أثناء العودة إلى مواجهة من قبل كتائب عسكرية اضطرتهم إلى المكوث في منطقة (قرارة القطف) على حدود تاورغاء لمدة ثمانية أشهر متصلة، حتى تمكنوا بعدها من العودة إلى تاورغاء بعد صدور الميثاق الاجتماعي بين المدينتين في عام 2018م.
بعد توقيع المصالحة وصدور قرار العودة تمكنت بعض الأسر من العودة تباعاً إلى تاورغاء، حيث يقدر عددها بحوالي 700 أسرة حسب تقدير السكان العائدين اليوم. كما أن هناك عدداً كبيراً لم يتمكن من العودة حتى الآن، بسبب الخراب الذي حلّ بالمدينة المنكوبة من حيث البنية التحتية، وفقر الخدمات والإمكانيات المعيشية، وغياب فرص العمل وصعوبة كسب لقمة العيش، مما جعل من العودة تحدٍّ آخر فُرِضَ قسراً على أهالي تاورغاء الذين ما يزالون يعيشون في شتات داخل ليبيا وخارجها حتى الوقت الحالي.
شاهد ما بين المدينتين
رحلنا بعيداً عن المخيمات، ونعود إليها من خلال رحلات فوتوغرافية وتوثيقية حية يخوضها (محمد مصلي) من مدينة مصراتة، يوثق خلالها مشاهد من المجتمع التاورغي، تبرز فيها مساحة بصرية وإنسانية رحبة، تلقي الضوء على ما تمر به تلك الفئة اليوم بالذات.
"محمد المصلي" صانع أفلام وثائقية ومصور فوتوغرافي اختار أن يخوض تجربة توثيق قصص النازحين داخليّاً، وتضمين مفاهيم سلمية عبر تلك القصص.
"رغم أني مصراتي، لكن أنا متضامن مع قضية تاورغاء، والناس تعرفني داخل مصراتة، ومتفهمين موقفي كويس"
من لديه معرفة مسبقة حول العلاقة الحساسة بين المدينتين، يدرك تماماً أن الحديث عن قضية تاورغاء علناً أمر ليس بالسهل. فما بالك بمناصرتها والدفاع عنها، الأمر الذي يضع (محمد) أمام تساؤلات كبيرة من أبناء مدينته. فالعديد من زعماء المدينة وكبارها وكذلك بعض من أقاربه وعائلته يتساءلون بخصوص هذا التعاطف، الذي يراه الكثيرون منهم غريباً!
يروي محمد: نحن من نصنع التغيير في هذا الوقت الحساس، فالوضع لا يحتمل نزاعات وحروباً جديدة. توثيقنا لمعاهدات واتفاقيات المصالحة والسلام بين المدينتين مهم جدّاً في هذا الوقت بالذات، لإتاحة الفرصة للنازحين للاطمئنان والعودة إلى مدينتهم من جديد. فلا بد أن تنتهي هذه المعاناة، ولا بد للجميع أن يعي أهمية نشر رسائل إيجابية لصالح الطرفين.
المصلي تابع حركة نزوح التاورغيين منذ بدايتها، فلم يترك مخيماً إلّا وقام بزيارته وملاحظة الوضع المتعثر للأهالي هناك. وثّق قصصهم وحكاياتهم المؤسفة بالصور والفيديو، حيث دعم حقهم في الوصول الآمن لمدينتهم ووطّد علاقته مع من نعتهم بالراغبين في السلام وإعادة العلاقات الطيبة بين المدينتين كسابق عهدها.
أخيراً- لا يتردد المصلي بالمساهمة في توثيق ثقافة المجتمع التاورغي وفنونه أيضاً، والتي ما تزال حية من وجهة نظره، رغم النزوح والشتات والوضع المأساوي.
اليوم، وبعد عشر سنوات من الثورة، وفي ظل التضاربات السياسية والنزاعات الحزبية المستمرة التي فاقمت من مشكلة النازحين داخليّاً، لم تقدم أي من الحكومات المتعاقبة حلولاً حقيقية وجذرية لهم. ولم تساهم حتى في إعادة بناء المدن المدمرة بشكل كلي. كما أن الكثيرين لغاية اليوم لم يتمكنوا من الوصول الآمن والميسر للخدمات التعليمية والصحية في مدنهم، إثر تلك الإخلالات الكبرى في حق النازحين والمهجرين.
السيد عبد الرحمن شكشك، رئيس المجلس البلدي لتاورغاء في المنطقة الغربية، يصرح بأنه رغم الإمكانيات الضعيفة ووضع البلاد غير المستقر، فإن المجلس حقق نجاحاً في إعادة صيانة بعض المباني والمقرات الإدارية في المدينة؛ كمبنى الجامعة ومراكز الشرطة، بالإضافة إلى توصيل شبكات المياه والكهرباء مجدداً.
"جهات عديدة ساهمت في تسييس قضية تاورغاء. فلم يكن من مصلحتها إعادة التوافق والمصالحة بين المدينتين"
كما عبر السيد شكشك عن رضائه التام عن الوضع الأمني في تاورغاء، ونفى أي مشاكل حاصلة في الوقت الحالي بين سكان المدينتين. بل أوضح بأن المجلس البلدي لمدينة مصراتة ساعد في تأمين تاورغاء وعودة الأهالي التدريجية إليها. في الوقت الذي يرى فيه بأن المعضلة الحقيقية بالنسبة له اليوم هي أزمة تعطيل منح الأسر تعويضات مجزية، حتى يتمكنوا من العودة الكاملة وصيانة منازلهم وممتلكاتهم.
ما تزال قضية تاورغاء قضية شائكة تنطوي على أبعاد اجتماعية ونفسية لا حصر لها، تنعكس بظلالها السوداء على جيل بأكمله. فحتى بعد إعادة السلم بين المدينتين تبقى في أخيلة الكثيرين ذكريات مؤلمة وآلام قاسية، لن يعالج طول الزمن آثارها وندباتها العميقة الغائرة.
شارك
Share on facebook
Share on google
Share on twitter
Share on linkedin
Share on whatsapp