كلما اشتد الصراع و ازدادت حدته أكثر كلما أصبح النزوح والفرار يحصد أرقاماً أكبر..! ومن جحيم الحرب إلى ويلات الشتات تعيش عشرات الآلاف من الأسر النازحة نتيجة حرب الرابع من أبريل في طرابلس.
ما بين أطراف النزاع وما يحملانه من شعارات و أفعال لا تدعوا إلا لاستمرار الحرب, تمتد تلك المنطقة الرمادية التي يبطل فيها الحق ويحق فيها الباطل. في ليبيا ومنذ اندلاع الحرب في طرابلس مطلع إبريل من عام 2019, و على الحدود الجنوبية للمدينة بدأت معاناة عشرات الآلاف من النازحين الذين اضطروا أو اجبروا على ترك منازلهم و ممتلكاتهم تحت دويّ صوت المدافع الذي أخفى أنينهم غير المسموع.
تهاني العامري, 27 سنة, تعمل كأخصائية تخدير وعناية فائقة, متزوجة وأم لطفل عمره ثلاث سنوات.
عائلة تهاني هي إحدى العائلات ضحايا النزوح القسري في طرابلس التي أجبرتهم الحرب منذ أيامها الأولى لمغادرة منزلهم من منطقة عين زارة لأكثر من تسعة أشهر, كانوا فارين من جحيم الحرب وقسوة الحياة هناك, حيث لا صوت يعلو على صوت المدفعية والأسلحة الثقيلة حولهم. اليوم هم يواجهون مصيراً غير معلوم بعدما تقطعت بهم سبل العودة إلى منزلهم أو نقل ممتلكاتهم الشخصية منه. تعيش تهاني و زوجها مهند مع ابنهم صاحب الثلاث سنوات أصعب فترات حياتهم نتيجة الحرب التي جعلتهم في شتات نهايته غير معلومة. تعتبر هذه الفترة هي الأصعب في تاريخ النزوح المؤقت للعائلات الليبية منذ أحداث عام 2011.






IMG_7395
IMG_7370-2 copy
IMG_7349
IMG_7346 copy
IMG_7316
IMG_7400-2
مأساة تهاني و مهند مع النزوح ليست الوحيدة, فهناك عشرات الآلاف من العائلات الذين اضطروا للنزوح بسبب وجود منازلهم في مناطق الاشتباكات منذ بداية الأعمال العدائية جنوب طرابلس. وحتى تاريخ كتابة هذا المقال لا تزال الحرب مستمرة مع ازدياد حالات النزوح بوتيرة متصاعدة, مخلفة معها آلاف القصص المأسوية لنازحين فروا من جحيم الحرب إلى مصيرٍ مجهول يحمل في طياته ويلات الشتات والفرقة.
شارك
Share on facebook
Share on google
Share on twitter
Share on linkedin
Share on whatsapp